تطورات جديدة في الحرب الروسية الأوكرانية
شهدت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022 تحولا استراتيجيا مهما مؤخرا، حيث أعطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الأسلحة الأمريكية في توجيه ضربات داخل الأراضي الروسية. هذه الخطوة تمثل تغيرا كبيرا في سياسة واشنطن تجاه هذا الصراع.
قصف اوكراني لمدينة بيلغورود الروسية باسلحة امريكية ، تاريخ 1-6-2024
انعكاسات على ميزان القوى
من المرجح أن يؤدي هذا التحول في الموقف الأمريكي إلى تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الجانب الأوكراني. فالقدرة على استهداف مواقع حيوية داخل روسيا ستعطي كييف أوراقا جديدة في يدها، وستجبر موسكو على إعادة النظر في حساباتها العسكرية والسياسية. كما سيكون لذلك تأثير على معنويات الجيش الروسي وقدرته على مواصلة القتال.
هواجس التصعيد
لكن في الوقت نفسه، تثير هذه الخطوة مخاوف من احتمال تصعيد الصراع وتوسيع رقعته. فمن المتوقع أن ترد روسيا بقوة على أي هجمات أوكرانية داخل أراضيها، الأمر الذي قد يستدعي تدخلا مباشرا من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وهو سيناريو قد يقود إلى مواجهة عسكرية شاملة بين روسيا والغرب، بعواقب وخيمة.
رهانات التسوية السياسية
يأمل البعض أن يدفع هذا التطور الطرفين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي هذه الحرب المدمرة. لكن الواقع يشير إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق في الوقت الراهن تبدو ضئيلة، في ظل تمسك كل طرف بشروطه وأهدافه. فموسكو لا تزال تصر على تحقيق مكاسب استراتيجية، فيما تسعى كييف لاستعادة كامل أراضيها.
خاتمة
تمثل الموافقة الأمريكية على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية ضد أهداف داخل روسيا نقطة تحول محورية في مسار الحرب الروسية الأوكرانية. لكن تأثيرها النهائي على هذا الصراع لا يزال غامضا. فهل ستدفع باتجاه تسوية سياسية أم ستؤدي إلى تصعيد عسكري غير محسوب؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأسابيع والأشهر المقبلة.