الأمم المتحدة تطالب بالإفراج الفوري عن المعارض المصري أحمد الطنطاوي
في تطور لافت على صعيد حقوق الإنسان في مصر، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء استمرار سجن السياسي المعارض أحمد الطنطاوي، داعية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عنه وعن جميع المحتجزين بسبب ممارستهم لحقوقهم الأساسية.
تأييد حكم السجن ضد الطنطاوي
جاءت دعوة الأمم المتحدة عقب قرار محكمة استئناف القاهرة يوم الاثنين الماضي بتأييد حكم سابق بسجن الطنطاوي لمدة عام مع الشغل، وذلك بتهمة تزوير وثائق انتخابية خلال محاولته الترشح في انتخابات الرئاسة التي جرت في ديسمبر الماضي.
مخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان
عبرت مارتا هورتادو، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن قلق المنظمة الدولية إزاء الحكم الصادر ضد الطنطاوي و22 من أنصاره، مشددة على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي في مصر.
اتهامات بعرقلة الترشح
كان الطنطاوي، وهو نائب سابق في البرلمان المصري، قد اتهم السلطات بوضع العراقيل أمام جهوده لجمع التوكيلات اللازمة لخوض الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أعطال مفتعلة في أجهزة الكمبيوتر بمكاتب الشهر العقاري وغيرها من المضايقات التي حرمته من استكمال إجراءات الترشح.
توكيلات شعبية مثيرة للجدل
في محاولة للتغلب على العقبات التي واجهها، لجأ الطنطاوي إلى حيلة قانونية تمثلت في دعوة أنصاره لتحرير توكيلات انتخابية من خلال ملء نماذج يدوية أطلق عليها اسم "التوكيلات الشعبية"، بدلاً من النماذج الرسمية المعتمدة من قبل السلطات. إلا أن الأخيرة اعتبرت هذا الإجراء بمثابة تزوير لوثائق انتخابية وأحالت قضيته إلى المحاكم.
فوز السيسي بولاية ثالثة
على الرغم من محاولات الطنطاوي وغيره من المعارضين، فاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات في الانتخابات التي جرت في ديسمبر الماضي، حيث حصل على نحو 90% من الأصوات، وسط انتقادات واسعة لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.
دعوات لاحترام حقوق الإنسان
تأتي دعوة الأمم المتحدة الأخيرة في سياق الانتقادات المتكررة التي تواجهها مصر بشأن أوضاع حقوق الإنسان، حيث تشير تقديرات المنظمات الحقوقية إلى وجود عشرات الآلاف من السجناء السياسيين خلف القضبان، كثير منهم يعانون من ظروف احتجاز قاسية.
ويبقى السؤال مطروحًا حول مدى استجابة السلطات المصرية لنداءات المجتمع الدولي بشأن احترام الحقوق والحريات الأساسية، وما إذا كانت ستفرج عن الطنطاوي ورفاقه وغيرهم من المعتقلين على خلفية ممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم ومعارضة السلطة الحاكمة.